الحمد لله مفتق العقول، وشاحذ الأذهان وملهم الإنسان التفكر في العوالم والأكوان، قال تعالى: قل سيروا في الأرض فانظروا.
وإنما أمر بالسّير في الأرض؛ لأنَّ السَير يُدني إلى الرائي مشاهداتٍ جمَّة من مُختلف الأرضين بجبالها وأنهارها ومحويّاتها، ويمر به على منازل الأمم حاضرها وبائدها، فيرى كثيراً من أشياءٍ وأحوالٍ لم يعتد رؤية أمثالها.
وكذا هو علمٌ الألغاز عند الفقهاء يُلبس الحكم لم يكن مرئيا عند مسؤوله، فيبعث على النظر ويهذّب الأذهان؛ من هنا كان كتابنا: «التهذيب لذهن اللبيب» لمؤلفه: «القاضي ابن أبي العز الحنفي» وهذا المنهج في التأليف هو منهجٌ نبويٌ بعثه النبي g أول مرة بين أصحابه ثم اتخذ سنة عند العلماء في مختلف الفنون من لغة وفقه، فعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله g: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟» قال: فوقع الناس في شجر البوادي، ثم قال عبد الله: فوقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: «هي النخلة»؛ قال: فذكرت ذلك لعمر، قال: لأن تكون قلت: هي النخلة أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا، قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت.
وكتابنا هذا «التهذيب لذهن اللبيب» هو لبنة من لبنات بناء العقول وتقويتها، فهو في الألغاز والأحاجي، والمسائل الدقيقة التي لا يجاب عليها إلا بدقة الفكر وقوة النظر واتقاده، فتقوي العقل وتمرنه.
تأليف: القاضي ابن أبي العز الحنفي
تحقيق: محمد وائل الحنبلي
موضوع الكتاب: الفقه الإسلامي
الطبعة: الأولى
عدد المجلدات: ١
عدد الصفحات: ٢٦٨ صفحة
عدد الألوان: لون واحد
نوع الورق: ٧٠ غرام شامواه
نوع التجليد: تجليد بعينو كرتون